وظيفة الكلية
الكلية عبارة عن عضوان على شكل حبة الفاصولياء، يقعان أسفل الصدر على جانبي العمود الفقري. وتعتبر الكلية عضوًا حيويًا ضروريًا للحياة، حيث تقوم بعدة وظائف أساسية للحفاظ على صحة الجسم، من أهمها:
- تنقية الدم: إزالة الفضلات وتحويلها إلى بول للتخلص منها خارج الجسم.
- إفراز الهرمونات: تنظيم ضغط الدم والحفاظ على توازن السوائل والمعادن.
- إفراز الإريثروبويتين: تحفيز إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظم لضمان توصيل الأكسجين بشكل كافٍ إلى أنسجة الجسم.
متى تكون هناك حاجة لزراعة الكلية؟
إن الفشل الكلوي يحدث عندما تتوقف الكلية عن أداء وظائفها. تحدث المرحلة الأخيرة من مرض الكلية عندما تكون الكلية غير صالحة للعمل بشكل تقريبي وتتراكم النفايات السامة في الجسم. كما أن المرحلة الأخيرة من المرض الكلوي تحدث في الغالب لأسباب عدة كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض الكلى المتعدد الكيسات والتهاب كبيبات الكلى ومشاكل خطيرة في تشريح المسالك البولية. وفي هذه المرحلة يصبح المريض بحاجة إلى غسيل الكلى أو زرع الكلى. كما أن جميع التبرعات للزرع تأتي من متبرع حي أو متبرع متوفي.
مقالات المرتبطة : ماهي نسبة نجاح زراعة الكلى؟
قد يحدث رفض الكلية المزروعة لأسباب مختلفة، وأهمها تفاعل الجهاز المناعي. ففي بعض الحالات، يتعرف الجهاز المناعي على جينات الكلية المزروعة كعامل أجنبي ويهاجمها لحماية الجسم. لذلك تُوصف الأدوية المضادة للرفض لتثبيط الاستجابة المناعية.
تشمل الأسباب الأخرى لفشل زراعة الكلية ما يلي:
- الرفض المزمن: يمكن أن يتلف الجهاز المناعي الكلية المزروعة على مدى فترة طويلة. لتقليل هذا الخطر، يجب على المرضى الالتزام بالأدوية الموصوفة واتباع نظام غذائي صحي. ومع ذلك، قد يحدث فشل زراعة الكلية أحيانًا خارج سيطرة المريض.
- جلطات الدم: عندما يتكون جلطة في الشريان الموصل للكلية المزروعة، يتوقف تدفق الدم، مما يضر بالكُلية. غالبًا ما يحدث هذا بعد وقت قصير من العملية.
- تراكم السوائل أو تضخم الكلية: يمكن أن يؤدي تراكم السوائل حول الكلية إلى ضغط على الأنسجة وإتلاف الأطراف.
- الالتهابات: الالتهابات غير المعالجة في الكلية قد تسبب أضرارًا ومشاكل خطيرة.
- مشاكل الكلية المتبرع بها: أحيانًا توجد مشاكل في الكلية المتبرع بها لم يتم اكتشافها مسبقًا، وتظهر بعد عملية الزرع.
- الآثار الجانبية للأدوية: قد تكون بعض الأدوية مضرة بالكلية المزروعة، لذلك يجب دائمًا مناقشة أي دواء تتناوله مع الطبيب.
- الأمراض المتكررة: في بعض الحالات، يمكن أن يعود المرض الذي أضر بالكلية الأصلية لإتلاف الكلية المزروعة، رغم أن هذا أمر غير شائع.
أكثر أعراض فشل زرع الكلية شيوعاً
بعد إجراء عملية الزرع حتى إن كنتم تتناولون أدوية مثبطة للمناعة إلا أنه من الممكن أن يتعرف جسمكم على العضو المزروع على أنه جسم غريب ويهاجمه من اجل الدفاع عنكم. كما أن حوالي 20٪ من المرضى يعانون من الرفض الجزئي على الأقل. ومع ذلك فعليكم أن تضعوا في اعتباركم أن هذا لا يعني أنكم سوف تفقدون كليتكم الجديدة حيث أن معظم حالات الرفض خفيفة ويمكن علاجها بسهولة عن طريق تعديل جرعة الأدوية المثبطة للمناعة. كما أن معظم حالات رفض الأعضاء المزروعة تحدث في الأشهر الستة الأولى من إجراء الزرع. كما أن الرفض الكلوي يمكن أن يحدث في أي وقت بعد الزرع ولكن المخاطر تنخفض وتزول عادةً مع مرور الوقت. كما أن فشل زرع الكلى يمكن أن يكون بدون أعراض ويظهر في نتائج فحص الدم. ولكن أكثر علامات الرفض شيوعاً هي:
- الحرارة الأعلى من 100 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية)
- أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا كالقشعريرة(الرجفة) وآلام الجسم والصداع والغثيان والدوخة وما شابه ذلك.
- التعب
- قلة التبول
- زيادة الوزن المفاجئة
- احتباس السوائل (الوذمة)
- زيادة الكرياتينين في الدم
- ألم في البطن أو حساسية حول موقع الزرع
- ضغط الدم المرتفع
كما أن إجراء فحص الدم وخزعة الكلية هو أمر مهم وضروري من أجل التأكد من حدوث رفض الكلية بالفعل.
مقالات المرتبطة : هل تؤثر السمنة على معدل نجاح عملية زراعة الكلية ؟
كيف يمكن تجنب حدوث رفض الكلية المزروعة؟

تُعد اختبارات الدم المتكررة والموجات فوق الصوتية (الإيكو) من الأمور المهمة للغاية لمراقبة صحة الكلية المزروعة، حيث تساعد على فحص تدفق الدم في الكلية وتشخيص أي مشاكل محتملة.
في بعض الحالات، قد تكون خزعة الكلية ضرورية لتحديد احتمال حدوث رفض للكلية المزروعة. تتضمن الخزعة أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكلية لفحصها تحت المجهر لتقييم حالة الزرع، ويمكن إجراء هذا الإجراء في المستشفى أو العيادة الخارجية.
خطوات إجراء خزعة الكلية:
يتم تخدير الجزء العلوي من الكلية لتقليل الألم.
تُمرر إبرة رفيعة عبر الكلية لأخذ عينة من الأنسجة.
يستغرق الإجراء حوالي 20 إلى 30 دقيقة، ويُطلب من المريض الاستلقاء لمدة ساعتين لتجنب النزيف.
تُفحص العينة تحت المجهر، وإذا تم تشخيص رفض الكلية، يقوم الطبيب بوصف الأدوية اللازمة لمنع أو علاج الرفض.
قد يحتاج بعض المرضى إلى البقاء في المستشفى لبضعة أيام ومراجعة الطبيب بشكل دوري. يعتمد العلاج على شدة فشل زرع الكلية والحالة العامة للمريض، وغالبًا ما يشمل تناول جرعات أقوى من الأدوية المضادة للرفض لضمان حماية الكلية المزروعة والحفاظ على وظائفها.
الخاتمة: أهمية متابعة صحة الكلية المزروعة والوقاية من الرفض
تُعد زراعة الكلية إجراءً طبيًا مهمًا يمكن أن يُحسن بشكل كبير صحة المريض ونوعية حياته، إلا أن نجاح الزرع لا يكون مضمونًا دائمًا. رفض الكلية المزروعة قد يحدث لأسباب مختلفة، وأهمها استجابة الجهاز المناعي الذي قد يتعرف على الكلية كجسم غريب ويهاجمها.
لذلك، من الضروري متابعة صحة الكلية المزروعة بشكل دوري من خلال اختبارات الدم المتكررة والموجات فوق الصوتية، وقد تكون خزعة الكلية ضرورية في بعض الحالات لتقييم وظيفة العضو المزروع وتشخيص أي رفض مبكر. تعتمد خطط العلاج على شدة رفض الكلية والحالة العامة للمريض، وغالبًا ما تشمل تعديل جرعات الأدوية المثبطة للمناعة أو تناول جرعات أقوى عند الحاجة.
الوعي بأعراض الرفض المحتملة، مثل ارتفاع الحرارة، التعب، قلة التبول، احتباس السوائل، أو زيادة الكرياتينين في الدم، يُمكن أن يساعد المرضى على التدخل المبكر ومنع تطور المضاعفات الخطيرة.
باختصار، المتابعة الطبية الدقيقة، الالتزام بالأدوية الموصوفة، والكشف المبكر عن أي علامات رفض تُعد الأساس للحفاظ على الكلية المزروعة وضمان نجاح عملية الزرع على المدى الطويل، مما يمنح المرضى فرصة لحياة صحية وطبيعية بعد الزرع.